الثلاثاء، 29 مارس 2011

أسراب الأرواح ..


إستيقظ إدراكها فجأة .. بتثاقل مرغمة عليه.. تود أن تفتح جفنيها.. ..

لا تدري مابها .. تشعر بخدر شديد .. رأسها مثقلة ..تطلعت في المكان .. تساءلت أين أنا ؟....

دهشة ملأت قلبها برجفة الخوف ..رددت مابي ياربي!!..دخلت عليها فتاة مريحة الملامح ..برداء أبيض ..

إستدركت .. همست لنفسها .. هذا رداء الممرضات .. بادرتها الممرضة.. بإبتسامة لطيفة ..قائلة لها .. حمدالله على سلامتك ..

أضافت تسألها .. هل لك أن تخبريني برقم أحد من عائلتك لنخبره بسلامتك ..

ممكن تخبرينا ماهو إسمك ؟ .. توقفت بشدة عند سؤالها ..رددت .. إسمي ..إسمي .. ماهو إسمي ؟ !!.

من أنا ؟ .. حادث .. عن أي حادث تحكي .. لاحظت الممرضة نظرة الدهشة المذعورة التي تراءت في عيني مريضتها ..

ربتت على كتفها .. قالت لها .. لاتزالين متعبة .. سأعود إليك ..تركتها بمفرها .. مع أفكارها .. هواجسها ..

فزعها .. أمامها طريق مظلم لاترى فيه أي بصيص من ضوء ..رددت للمرة الألف من أكون ؟ ..

ماذا يحدث ؟..ما يكون؟ ..شعرت بألآم مبرحة .. الم الصداع في رأسها غريب .. مفجع ....

ألم لم تتعرض له من قبل .. رغم ذلك تجد ألم حيرتها مضنيا لها أكثر.. ..

فجأة دخل عليها رجل يخالط شعره لمسات من الفضة .. يلامس محياه ضوء من نور ..

يحمل في جبهته تساؤل .. حيرة .. ألم .. حب .. حنان .. مشاعر رافقت نظرته إليها ..حملها كل ما يجيش في صدره ..

بادرها بعد أن أحتوى يديها .. قبل جبينها .. حمدالله على سلامتك حبيبة الروح ..

نظرت إليه بعمق.. يتخلله شئ من الحنين .. الرهبة .. التساؤل .. إنها تشعر أن هذا الأنسان قريب إليها ..

تجده في روحها دون أن تتعرف على معلوماته المسجلة ..

عاد وربت على كتفيها قائلا رفيقة الدرب لقد تعرضت لحادث أليم في طريقك للعودة لمنزلنا ..

رددت بهدوء دون أن تعي.. منزلنا !!! .. ..تابع .. نعم .. طال غيابك .. ذهبت إليك.. لمكتبك ..

رأيت سيارتك المصدومة في الطريق .. ضاع قلبي لم أجده .. توصلت لمكانك .. قابلت طبيبك قبل أن أراك ..

إنك تمرين بصدمة عصبية أفقدتك الذاكرة مؤقتا .. إنها حالة مؤقتة .. ستعودين إلي ياحبيبتي ..

ستعودين لحياتك .. لكل أحبائك .. أنا هنا .. لن أتركك ساظل إلى جانبك .. إلى أن تمضي هذه السحابة الثقيلة ..

و نعود كما كنا .. أفضل مما كنا .. لا تخافي لا تيأسي ..فبعد الليل يبنبلج النهار ..

لاتدري هي .. لم إمتلأت نفسها ؟ !!!.. بالسكينة .. الطمأنينة .. رغم ضياعها ..

إلا إنها تشعر بالسعاده لقربه .. و كأن روحها المهاجرة ..حملتها كفوف الرحمن إلى بر الأمان .. ما أروع حب الأرواح ..



البتول الدباغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق